إستحقاق

لم أُدرك انني كُنت استحق افضل من ما كُنت اعطي ذاتي،لقد حاولت سابقًا الخروج من قفص “انت لا تستحق هذا”،

كُنت أُعطى فيلحق العطاء تذكير بأنني لا استحق،

حتى نسيت كيف كُنت استحق؟

متى سبق لي ان استحقيت شيئًا في الحياة؟

وصل الحال في داخلي في احد الايام في غرفتي التي كانت مُظلمة كئيبة انني قُلت:

“انا لا استحق الحياة”

الى متى هذا الشعور بعدم إستحقاق اي شيء حتى ابسط الامور التي لدى غيري من الناس ولم يفكروا قي عدم استحقاقها؟

وضعت ظهري على السرير وبدأت اتخيل ماذا ستقول لي روحي قبل ان أُزهقها؟

“خرجت روحي من جسدي المُلقى على السرير وصرخت:

يا إلهي ما اجمل الحُرية،

سئمت السِجن بداخلك كما انت تحبس نفسك في سجون مختلفة لم اكن افهم لماذا تقحم نفسك فيها رُغم ان بيبانها مفتوحة!

راحت نفسي وفتحت النافذة ونظرت للشارع ونظرت لي وقالت:

الناس لا زالت تتحركك وتعيش ولم تتوقف ابدًا،

غريب بالرغم انك حزين لماذا لم يتوقفوا لأجلك؟

ثم ضحكت بإستهتار واخذت كُرسيًا وقربته من الشُرفة ونظرت للشارع واكملت:

لماذا لا تُدرك ان الحياة لا تتوقف على شيء،

انظر للحادث الذي بالشارع الثاني،يبدو ان احدهم مات بداخل السيارة ولكن لم يتوقف الشارع لأجله،

لم ينزلوا لينقذوه.

لا تتوقف الدنيا على الميت والحي،

الحياة تمشي يشكل مرعب وتتجاهلنا بالرغم من رغبتنا بان تدير لنا رأسها.

وقفت من على الكرسي وذهبت لدفتر مذكراتي الذي تذمرت فيه من حياتي كاملة من ولادتي وافعال من حولي حتى اخفاقي العملي والاخلاقي وضحكت وهي تقلب الصفحات:

نعم اخوك الذي كان يعذبك

ومعلمك الذي كان يتجاهلك

ووالدك الذي كان يهينك

والعديد من الاشياء التي تكرهها وتذكرها لتعذيبنا الاثنين،

كيف تريد التحرر منها ما دمت تحب مشاهداتها؟

كُل المذكورين هنا لا يهتمون لما حدث لحظتها ولو طلبتهم تذكر هذا لما ذكروا.

فقط انت تتذكر السخيف واللطيف منهم.

اخذَت الدفتر ورمته مع الشرفة وقالت:

دعه يسقط ريما ترتفع انت.

واتجهت لإضاءة الغرفة واشعلتها وقالت:

النور

الاضاءة

الكهرباء

اي كان ما تسميها فانت تحتاجها بشكل افعال،

تحتاج من يحترمك ومن يحبك ومن يقدرك ولن تحصل عليهم بسهولة ما لم تتبادل مع الناس ذات المشاعر ،

هل تذكر “حسينة”؟

الفتاة التي في “الاستقبال” التي كانت تحترمك بشكل مستمر وتتحدث معك كأنك عشيقها واكتشفت انها “ودودة” يا عقل الدودة وانها لا تحبك رغم تعلقك بها؟

كُن مثلها،

فهي تمر بمشاكل اضعاف ما تمر به انت،

ولكن تقدم للناس ما تريد منهم ان يقدموا لها،

حتى انت ايها التعيس كنت تحترمها رُغمًا عن حزنك بسبب اخلاقها.

لانها اشعلت فتيل المحبة بالدنيا والخُلق الرفيع فارتفعت فافعل هذا وكفاك تجهمًا.

وصلت للباب ونظرت لي واكملت:

هل اخرج وتموت او اعود وتميتني؟

او اخرج وتموت او اعود وتحييني؟

فعادت لي،

وحتى الآن لا اعلم

هل سجنتها او حررتها.

رأيان حول “إستحقاق

  1. كلنا نتمنى لو تتوقف الحياة وتدير رأسها لنا لكن احيانًا نحتاج ان نتخطى الامر لوحدنا دون وجود صوت آخر يملي عليك ما يجب ان تفعل او تترك ، نحتاج ان نمضي دون ان يكون هناك من يذكرنا بما حدث في الخلف .
    ربما تكون هذه ايجابية ان الحياة لاتتوقف ولا تدير رأسها لنا ..

    إعجاب

  2. كل ما قررت الاستسلام تذكرت نفسي المسكينه التي عذبتها هي تستحق السلام و الشعور بالرفاهيه بعد كل هذا السعي
    لكن بالرغم من معرفتي لاستحقاقي اشعر بالعجز امام تحقيق ما استحق
    او انني اطلب المستحيل منها اطلب السكينه و الراحه والسلام وهذه دنيا
    طُبعَت على كدرٍ وأنت تريدُها
    ‏صفوًا من الأقذاءِ والأكدارِ

    إعجاب

أضف تعليق